أخبار وطنية بعد عامين من أحداث الرش... أهالي سليانة: لن نسكت عن حقوقنا.. ولن نرتاح إلا بعد مساءلة المذنبين
اقتربت أحداث الرش التي شهدتها مدينة سليانة يوم 27 نوفمبر 2012 من ذكراها الثانية فيما مازال الملف القضائي يراوح مكانه وفي ذلك تقصير من أعوان الضابطة العدلية المكلفين بتنفيذ الإنابة العدلية من جهة والتقاعس الفاضح لوزير الداخلية من جهة أخرى حسب تقدير لجنة الدفاع عن ضحايا الرش بسليانة. وفي هذا السياق شدد نجيب السبتي كاتب عام الإتحاد الجهوي للشغل بسليانة على أن تردي الأوضاع المعيشية والحياتية والصحية بالجهة تسبب في الإنتفاض السلمي لأهالي الجهة الذين يعانون من التهميش ويفتقرون إلى التنمية في مختلف المجالات.
ورغم أن سليانة تعتبر منطقة عذراء سليمة من كل أنواع التلوث وتزخر بطبيعة خلابة وتضم حوالي 223 الف ساكن الا أن عددا كبيرا من ابنائها نفروها، فمشاريعها معطلة. وتبلغ نسبة البطالة بها أكثر من 20 بالمائة . بينما تقدر نسبة الأمية بالجهة ب29 بالمائة، إذ أن 30 بالمائة ممن هم فوق الـ10 سنوات ليس لهم مستوى تعليمي. كما تجدر الإشارة إلى أن 61 بالمائة فقط من الأسر تتمتع بالماء الصالح للشراب من نسبة 85 بالمائة وطنيا.وتفتقر الجهة أيضا إلى التجهيزات الطبية وإلى الأطباء حيث يوجد طبيب واحد على كل 1800 ساكن. وتم تسجيل العديد من الوفايات بسبب غياب الطب الخاص. إذن، بدل النهوض بجهة سليانة وإرجاع الإعتبار لها من أجل الإلتحاق بركب التنمية عوقبت من جديد وأقترفت في حق أهاليها جريمة بشعة أسفرت عن مئات الإصابات الخطيرة في مجملها . وفي هذا السياق، توعد السبسي بمعاقبة المتورطين في هذا الإعتداء الهمجي، قائلا « من أجرم في حق سليانة وحق أهاليها لن يفلت من العقاب».
احتقان .. فعقوبة جماعية
من جهته، إعتبر ناجي البغوري عضو لجنة تقصي أحداث الرش أن ماحدث في 27 نوفمبر 2012 هو عقاب جماعي على شبهة الإنتماء إلى منطقة تسمى سليانة، موضحا أن حالات التهميش والإحتقان كانت أرضية خصبة لإنتفاضة سلمية قمعت بأساليب همجية وبشعة باستعمال أسلحة محظورة دوليا تستعمل فقط لصيد الحيوانات حسب ما أكده تقرير اللجنة. أما شوقي التارزي عن جمعية «كلنا سليانة» ومؤسسة الشهيد شكري بلعيد، فقد ندد بهذه الجريمة البشعة مؤكدا أن إستعمال سلاح الرش يعتبر سابقة خطيرة من نوعها لم تحدث حتى في عهد نظام بن علي المستبد. ودعا التارزي الجهات المعنية إلى ضرورة الكشف عن الشخصيات التي تقف وراء هذه الجريمة، مطالبا بمعرفة « من أعطي الأمر بتوريد الرش ومن أعطى الضوء الأخضر لإستعمال هذا النوع من السلاح؟ وفي هذا السياق، وجه التارزي رسالة إلى الحكومة المقبلة مشددا فيها على أن أهالي سليانة لم ولن يتخلوا عن حقهم في التنمية وأن ضحايا الرش سيطالبون بحقهم في معاقبة جلاديهم .
الشاب مروان: فقدت عيني مؤخرا لتجنب مضاعفات أخرى
مروان العياري البالغ من العمر 26 سنة هو أحد المصابين بالرش في أحداث سليانة تحدث إلينا بنبرة حزينة، مصرحا أنه فقد مؤخرا إحدى عينيه لتجنب مضاعفات أخرى من شأنها أن تؤثر على حاسة البصر. وأشار مروان إلى أن الكثير من المصابين يعانون من أوضاع صحية متردية حيث تم تسجيل العديد من المضاعفات أدت إلى إصابات في الكلى والرئتين وغيرها حيث تجاوزت نسبة السقوط 50 % وهي قابلة للتطور. ويفتقر المصابون، حسب محدثنا، إلى الرعاية الصحية والإحاطة النفسية. ويذكر أن عدد المصابين في أحداث الرش بسليانة بلغ 330 مصابا. وتم تسجيل 40 حالة خطيرة بينها 18 حالة أصيبت على مستوى العينين.
رئيس هيئة الدفاع عن ضحايا الرش يحمل الدولة مسؤولية هذه القضية
رغم مرور سنتين على أحداث الرش بمدينة سليانة إلا أن الملف القضائي بقي رهين ثلاثة مراحل وهي التردد والإقرار بوجود الجريمة والتستر عليها. وتعود الأسباب الرئيسية لإنتكاسة ملف الرش إلى إمتناع وزارة الداخلية ومنظوريها عن التعامل الإيجابي والقانوني مع حاكم التحقيق وتجاهل طلباته وبالتالي الإفلات من العقاب.
وفي هذا السياق، صرح عبد الستار بن موسى رئيس هيئة الدفاع عن ضحايا الرش بسليانة أن الهيئة ستتقدم إلى القضاء الإداري بشكايات في التعويض لضحايا الرش، محملا الدولة المسؤولية الجزائية والإدارية في هذه القضية، قائلا «لن نرتاح إلا إذا وقعت مساءلة المسؤولين قرارا وتنفيذا.»
يثرب مشيري